بسم الله الذي لا يضل مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء
و هو السميع العليم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد
صلى الله عليه و سلم
أسعد الله صباحكم و مساءكم إخوتي
زوارا كنتم أم أعضاء و مشرفين [/B]
من مكتبتي اخترت لكم كنزا
من كثير من الكنوز التي دفنت في الصحاري العربية
و نسيت خرائط تعقبها
وجدت خريطة تحكي عن حبر قلم كان لأديب عربي
نفضت الغبار عن صفحته فإذ به لأديب مخضرم
إنه على بن أبي طالب رضي الله عنه
نعم اخترت لكم ما نسج حبر قلم هذا الشاعر
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها
إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه
وإن بناها بشر خـــــــاب بانيـــها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها
ودورنا لخراب الدهـــر نبنـيــها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً
حتى سقاها بكأس الموت ساقيــــها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليـــها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها
فالموت لا شـــك يُفنينا ويُفنيــها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ
من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها
والنفس تنشرها والموت يطويـــــها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ
الدين أولها والعقـــــــل ثانيـــها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادســــها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعها واللين باقيـــــها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها
ولست ارشدُ إلا حين اعصيـــــــــــها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها
والجار احمد والرحمن ناشيـــــها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيــــــــــها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل
والخمر يجري رحيقاً في مجاريـــــــها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً
تسبحُ الله جهراً في مغانيـــــــها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعةٍ في ظلام الليل يحييـها
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ
تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ
فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب
و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً
تذق من كمال الحفظ سمو المشارب
وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَة
ٍ يثيبكَ على النعمى جزيل المواهب
وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ
فَكُنْ طَالِبا في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّة ٍ
يضاعفْ عليك الرزق من كل جانب
وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ
وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ
وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى
اليك ببرٍ صادق منك واجب
و كن حافظاً للوالدين وناصراً
لجارك ذي التقوى وأهل التقارب
قريح القلب من وجع الذنوب
نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي
فصار الجسم منه كالقضيب
وَغَيَّرَ لَوْنَه خَوْفٌ شَدِيْدٌ
لما يَلْقَاهُ مِنْ طُولِ الكُرُوبِ
يُنادي بالتَّضَرُّعِ يا إلهي
أَقِلْني عَثْرتي واسْتُر عُيوبي
فزعت إلى الخلائقِ مستغيثاً
فلم أرَ في الخلائق من مجيب
و أنت تجيب من يدعوك ربي
وَتَكْشِفُ ضُرَّ عَبْدِكَ يا حَبيبي
و دائي باطن ولديك طب
وهَلْ لي مِثْلُ طبِّكَ يا طبيبيلك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا
تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي
إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمَّت خطيئتي
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها
فها أنا في أرض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري و فاقتي
وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي أجرني من عذابك إنني
أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع
إلهي لئن عذبتني ألف حجة
فحبل رجائي منك لا يتقطّع
إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا
بنون ولا مال هنالك ينفع
إلهي لئن فرَّطت في طلب التقي
فها أنا إثر العفو أقفو و أتبع
إلهي لئن أخطأت جهلا فطالما
رجوتك حتى قيل ها هو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَتْ
وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبي أَجَلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي
وذكر الخطايا العين مني تدمع
إلهي أَنِلْنِي مِنْكَ روحا وَرَحْمَة
ً فَلَسْتُ سوى أَبْوَابِ فَضْلِكَ أَقْرَعُ
إلهي لئن أقصيتني أو طردتني
فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع
إلهي حليف الحب بالليل ساهر
ينادي ويدعو والمغفل يهجع
وكلهم يرجو نوالك راجيا
لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع
إلهي يمنيني رجائي سلامة
وقبح خطيئاتي عليَّ يشيّع
إلهي فإن تعف فعفوك منقذي
وإلا فبالذنب المدمر أصرع
إلهي بحق الهاشمي وآله
وحرمة ابراهيم خلك أضرع
إلهيَ فانْشُرْني على دِيْنِ أَحْمَدٍ
تقياً نقياً فانتاً لك أخشعُ
ولا تحرمني ياإلهي وسيّدي
شفاعَتَكَ الكُبْرَى فذاك المُشَفِّعُ
و صلّ عليه ما دعاك موحدٌ
وناجاك أَخْيارٌ بِبَابك رُكَّعُ
في الختام
أريد أن أذكر السبب الذي دفعني لاختيار هذا الشاعر
الحقيقة هناك عدة أسباب :
من بينها أنه شاعر عايش العصر الجاهلي و الإسلامي ,
كما أن قلمه بدأ يضمحل , لكثرت الغبار عليه ....
إن لم يكن هذا السبب كافيا .... فهناك سبب آخر ...
القصائد التي اخترتها لتكون عنوان لحبر قلمه
تحمل معاني , يحتاج المسلم تذكرها ..... و نبش معانيها
و عطر هذا الكلام
شكر و تقدير
لكم جميعا